محطة القطار










محطة القطار





هل جربت أن تكون تائها في محطة القطار؟ أن تجهل وجهتك، تقف وحيدا ومكتوفا، تشاهد كل القطارات تجيء وتمضي، الوقت يُداهمك وأنت عاجز. في كل قطار ما أحببت ومن أحببت، لكنك لا تستطيع اللحاق بأحد، تظل مكانك كطفل ضائع، لا قطار في انتظارك، الكل يمضي، الكل يرحل، تسأل نفسك ماذا فعلت كي تُعاقب بهذه القسوة.

قرار الرحيل، قرار قاتل، كل القرارات قد تُتخذ بشكل جماعي، لكن قرار الرحيل قرار فردي، يغادر أحدهم وليس بيدنا أن نُوقفه، لا أحد يبقى رُغما عنه، يُشبه الرحيل مغادرة قطار، مهما صرخنا وانتحبنا لا يقف ولا ينتظر، ثم أن القطار لا يستدير أبدا، لا ينظر للوراء. صوت القطار وهو يسحق السكة الحديدة تحته صوت يسحق الأعماق.

ألم الفقدان لا يختلف كثيرا عن الألم الجسدي، مع كل قطار يغادر، يموت شيء فيك، تشعر أن قلبك يكاد يتوقف، تظل وحيدا في محطة القطار، تقبع حقيبة سفرك ساخرة منك، مليئة بوعودك التي أمست بلا معنى، بأحلامك التي لن ترى النور، يتهاوى عالمك أمامك، يزيد القطار من سرعته شيئا فشيئا.. حتى يختفي، ويظل صوته ينخر رأسك إلى الأبد..

وجدة في ٢٠٢٠/٠١/١٧


0 تعليقات