في المنفى: قصة قصيرة




       
 
قاسِميني فنجان قهوة وقتما شئتِ، الشوقُ أصبح لا يطاق، يتآكل قلبي كجمرةٍ تحترق، لا أطلبُ منكِ إلاَّ الجلوس قبالتي، سأشعلُ سجائرك مثلما ترغبين، مثلما كنتِ ترغبين. ستكفيني رقصة أصابعكِ النحيلة والثّغْر الدّامي يلثم الفنجان الأبيض بلطف قاتل. لن يُولد أي حوار بيننا، سنخلق معا مشهدا باهرا، أنتِ كما أنتِ وأنا قبالتك مذهولا ومرتبكا! كلّ البدايات خُلِقَتْ من نظرتكِ الخاطفة، كلّ الحَكَايَا عبَرتْ أحلامكِ الناعمة قبلَ أنْ تذبَحَنِي. مقاهي العالم مجرد منفى والركنُ الذي تجلسين فيه ركنٌ مُقدس، حتى السجائر.. كلها سُمُّ مقيتٌ، إلا التي تَلقَى حتفها بين شفتيكِ. يُلاحقني ظلكِ كالشّبح، في كل شارع.. كل متحف.. كل سرير! أينما جلستُ أراكِ في ركنً ما تجلسين غير آبهةٍ بأحد، ظلّكُ يُهِينُنِي، تذلينَنِي حتى في الخيال!


وجدة في ٢١-٦-٢٠١٩

0 تعليقات